.

.

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

مصر ... الملعوب فى اساسها
















لكل مجتمع شخصيته وطبائعه وعاداته وتصبح تلك العادات والتقاليد جزء لا يتجزأ من المجتمع بعد فتره من الزمن , واحتكاك تلك 

المجتمعات مع ثقافات اخرى سواء كان ذلك الاحتكاك برغبتهم كالبعثات العلميه والثقافيه او على غير رغبتهم كالاحتلال غالبا ما 

يترك أثرا فى تلك المجتمعات على لغتهم او عاداتهم وتقاليدهم , ونظره سريعه على دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا تحديدا 

سنجد تلك الامثله واضحه وجليه , تونس او الجزائر او حتى جنوب القاره السمراء فى الدول الافريقيه فالاحتلال غير لغتهم 

وأصبحوا يتحدثون لغتهم بل اعتمدوها كلغه رسميه فى بعض تلك الدول , إلا ان هناك بعض الدول _القليله_ اللتى استطاعت 

الحفاظ على هويتها وتقاليدها رغم تعاقب المحتلين ولفترات تمتد لعشرات السنين , بل الغريب ان بعض تلك المجتمعات استطاعت 

ان تؤثر فى المحتل وتجعله يتحدث لغتهم ويتفنن في تقليد بعض عاداتهم  ايضا !! , فى مصر كمثال مع مدار عشرات السنين من 

الاحتلال الانجليزي لمصر لم يستطع المحتل ان يترك بصمته فى اللغه او العادات والتقاليد , ولكن ظل المجتمع على عاداته 

وتقاليده ولغته , واعتقادى الشخصى ان صمود المجتمع المصري وثباته على تقاليده تاتى من طول تجربته وعمقها , فالدوله 

المصريه بشخصيتها وهويتها قديمه ضاربه فى جذور التاريخ , هى من صنعت الحضاره وقدمتها لباقى الامم , هى من علمتهم 

الزراعه وفنونها والعماره والفنون , ولست مضطرا هنا لسرد تفاصيل تاريخيه يعلمها أغلب الناس , ولكن هو مجرد تأكيد على ان 

أصالة وعمق المجتمع بتقاليده وعاداته اللتى مازال محتفظا بها من أيام الدوله الفرعونيه لهى أكبر دليل على ذلك , على مدار 

التاريخ كانت الحركات والافكار والجماعات المتطرفه اللتى ظهرت فى مصر سرعان ماإندثرت ودفنت _وهضمت _ ولم تلقى 

رواجا وتأييدا من المجتمع , وما يحيرنى على المستوى الشخصى ان هناك بعض الافكار اللى استطاعت ان تبقي او تؤثر فى 

نسيج المجتمع المصري بل والغريب ان تجد لها من يدعمها مثل الافكار والعادات الوارده من شبه الجزيره العربيه وإن كان يعزز 

تلك الافكار هى الفتره اللتى انتقل فيها جزء من المجتمع الى هناك كمعلمين وصناع للعمل هناك ورجعوا مره اخرى الينا حاملين 

تلك الافكار واللتى انتقلت بالضروره الى اولادهم , وأصبحت الهويه المصريه مهدده , وبدء الخوف من فكرة ( اللعب فى أساس 

مصر ) , ولكن  صعود تيار الاسلام السياسي وسقوطه المدوي سريعا قد أثر كثيرا على تلك الافكار سلبيا وساعد كثيرا فى إصلاح 

نسيج الهويه المصريه , فهى هويه متنوعه تضم كل الثقافات والتقاليد المختلفه واللتى تتعارض مع الافكار الوهابيه اللتى تحاول 

الهيمنه والسيطره , وهذه هى مشكلتهم ومشكلتنا , فأنصار ذلك التيار لا يستطيعون فهم _ او يتعمدوا  _ ان الهويه المصريه 

عصيه على السيطره والهيمنه والتغيير فيلجأ معظمهم الى محاولات تغييرها بالقوه وهذه هى مشكلتنا . ويبدو ان جماعة الاخوان 

الارهابيه قدر أدرك مؤسسوها تلك المشكله فأسسوا مجتمعاتهم الخاصه وتجمعاتهم الخاصه وأسرهم الخاصه وبدء كل منهم فى 

محيط اسرته وأولاده فى نشر تلك الافكار واللى تصل بهم فى نهاية الامر من الاسره المسلمه إلى المجتمع المسلم ( كما يعتقدون ) 

, ولكن أثبتت الايام والاحداث الاخيره صلابه النسيج والهويه المصريه والذى استطاع اجتياز أحد اهم وأخطر المحاولات لتغيير 

هوية الدوله المصريه , كلى ثقه ان الهويه المصريه ستستطيع ( هضم ) تلك التيارات مره اخرى كما فعلت قديما , ولن يستطيع 

أحد ان (يلعب في أساس مصر ) .